يجري النقاش حول الحركة النسوية مجتمعيًا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، ويكون الحديث محتقنًا عند الاشتباك مجتمعيًا في قضايا مثل الحجاب والعنف الجنسي وحوادث قتل النساء في الشوارع. دائمًا ما يثار التساؤل حول النسوية، وما هي أهدافها، وهل تستهدف مهاجمة الرجال وتغيير الكفة لصالح النساء فقط، أم تسعى لإنصاف النساء في مصر. لذلك، أفردنا في هذا المقال مجموعة من المصطلحات الخاصة بالنسوية. ونستعرض تاريخ الحركة النسوية مصريًا وعالميًا من خلال تسليط الضوء على مطالباتها في كل موجة للحركة النسوية، لخلق سبيل لفهم ما الذي تريده النسويات الآن، ولماذا تتبنى الحركة النسوية الخطاب الحالي.
1. النسوية
تُعرَّف النسوية بأنها مجموعة من الحركات الاجتماعية التي تقاوم التمييز والعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي (الجندر) وتسعى لرفع الظلم عن النساء، انطلاقًا من وقوع النساء تحت اضطهاد تاريخي. وبالتالي، تسعى الحركة النسوية لتحقيق العدالة الاجتماعية لهن. تعد الحركة النسوية حركة سياسية من حيث اعترافها بعدم وجود توازن في علاقات القوى بين النساء والرجال ووجود بنى سلطوية على أساس النوع، وتقاطعاتها مع أشكال مختلفة من التمييز والقهر.
تتمحور الحركة النسوية حول النساء وتناضل من أجل تقويتهن وتحسين أوضاعهن المعيشية. حيث تناضل النسويات تاريخيًا من أجل أن تحصل المرأة على حقوقها في ظل مجتمع ونظام يعرضها للعنف والتمييز في كافة المجالات. وتتقاطع هويات النساء مع ظروف تجعلهن أكثر هشاشة، كالطبقة الاجتماعية، والدين، والعمل، والنطاق الجغرافي. تعتمد النسوية في حراكها الاجتماعي على مفاهيم رئيسية لفهم الاضطهاد والتمييز الذي تتعرض له النساء بسبب النوع الاجتماعي والسلطة الأبوية والتقاطعية.[1]
[1] هالة كمال، لمحات من مطالب الحركة النسوية عبر تاريخها، مؤسسة المرأة والذاكرة، 2016. متاح على: https://bit.ly/3W3M9dQ
وانظر أيضًا: رعد عبد الجليل مصطفى الخليل، وحسام الدين علي مجيد، في النظرية السياسية النسوية: البنى الفكرية والاتجاهات المعاصرة، عالم المعرفة، أبريل 2022.