تطرح الخطة الحضرية الجديدة للأمم المتحدة نموذج “التخطيط من الهامش” وتضعه على قمة أولويات التخطيط العمراني بغية الوصول إلى مدن مستدامة اجتماعيًا. حجتها في ذلك بسيطة وبديهية. حين نتجه لمنح الفئات الأضعف خدمات تليق بهم سيعود ذلك بالفائدة على الجميع. لننظر إلى الأطفال كمثال، إذا وضعناهم في بؤرة الاهتمام وتساءلنا عما يحتاجونه؟ أماكن للعب؟ مساحات خضراء مفتوحة؟ مكتبات عامة؟ طرق وأرصفة آمنة؟ رعاية صحية؟ مؤسسات تعليمية؟ مياه شرب نظيفة؟ غذاء صحي؟
وإذا استمعنا إلى أصوات النساء، ماذا تردن؟ إنارة في الشوارع؟ مراحيض عامة ملائمة للسيدات؟ مواصلات مناهضة للتحرش؟
وإذا انتبهنا لما يؤرق كبار السن في حياة المدينة المليئة بالضجيج؟ مزيد من ثواني إشارات المرور لعبور الطريق؟ نوادي اجتماعية لمحاربة العزلة؟ مراكز طبية متخصصة للمسنين؟
إذا توافر تصميم يلبي كافة هذه الاحتياجات ويخلق مدينة صديقة للأطفال والنساء واللاجئين والعجازى وذوي الاحتياجات الخاصة سنعيش بدورنا في مدينة ملائمة للجميع.
تختتم الأمم المتحدة شهر أكتوبر من كل عام منذ 2014 باحتفال اليوم العالمي للمدن. وهذا العام -2022- تحتفي به تحت شعار “اعمل محليًا للوصول إلى العالمية”؛ حيث تدعو إلى تمكين المحليات والحث على تكوين مبادرات تعاونية محلية. يعكس هذا الشعار واقع أن فاعلية أنظمة الحكم المحلي والمشاركة الشعبية الديمقراطية في تخطيط وتنفيذ السياسات العمرانية والرقابة عليها سيؤديان في النهاية إلى مدن أكثر كفاءة وإنتاجية تتسم بالإنصاف والاستدامة.