في مارس الماضي، تم الإعلان عن مخطط تطوير حدائق المنتزه يهدف إلى إعادة هيكلة الحدائق لتضاهي كبرى المتنزهات العالمية وتحويلها إلى مقصد سياحي عالمي، وذلك طبقًا للقرار رقم 157 الصادر في الجريدة الرسمية بتاريخ 21 مارس 2019.
انطلق قطار أعمال التطوير الذي يجرف في طريقه مساحات خضراء وأشجار معمرة تمتد أعمارها إلى عشرات السنين، وذلك في صور تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي في حينها. ثم اصطدم قطار التطوير السريع بأصحاب وملاك كبائن المنتزه الذين أكدوا سداد المبالغ المستحقة عليهم لوزارة السياحة و رغم ذلك صدر قرار الهدم للكبائن بحجة أنها آيلة للسقوط!
لم يتعطل القطار طويًلا، ودهس الكبائن ضاربًا بعرض الحائط كل ما في طريقه من لوائح وقضايا وقوانين وأعراف، وسط تساؤلات من المجتمع السكندري عن حقيقة ما يجري في منطقة المنتزه! فالمؤيدون يرون أن مشروع التطوير هو البوابة الذهبية لتحويل الحدائق إلى متنزه عالمى هو الأول من نوعه في الشرق الاوسط يتيح الفرصة لإقامة مرسى يخوت عالمي فى الخليج وكورنيش مفتوح والعديد من الفعاليات الثقافية والفنية الجاذبة للسياحة الشاطئية والتاريخية للمدينة.
بينما يرى المعارضون أن المشروع بمثابة رصاصة الرحمة في قلب الإسكندرية التى تعاني من نسف كل ما يتعلق بحضارتها وعراقتها وطابعها المميز منذ سنوات مضت، و أنه ما هو إلا استمرار لتدمير كل ما هو جميل وتاريخي أو متعلق بالتراث السكندري، وهاجم آخرون التصميم المقترح و اعتبروا أنه لا علاقة له بهوية الإسكندرية وأنه محاولة بائسة لتقليد التراث المعماري لدول أخرى.
يبقى السؤال…إلى أين يسير قطار التطوير؟!
يمكنكم الإطلاع على نص القرار عبر هذا الرابط: http://www.almasdar.com/90647
تصوير: Adel Samir