*هذه الورقة البحثية ضمن مشروعات تخرج المشاركين في النسخة الأولى لبرنامج باحثي المدينة City Scholars المنعقد في الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2023.
كتابة: يوسف شاهين
تمهيد
صرح برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن التوسع الحضري السريع يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية في الألفية الجديدة.[1] لذلك على الحكومات أن تعمل على التخطيط لهذا التوسع لاستيعاب آثاره السلبية، مثل عدم استيعاب البنية التحتية لهذا التوسع وتكوّن مناطق أكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي. لذلك قد تعتمد الحكومات على ردم الترع والمصارف في المناطق الحضرية لتدعيم البنية التحتية الخاصة بخطوط النقل والخدمات الأخرى مثل خطوط المياه والصرف والغاز الطبيعي والكهرباء التي تحتاجها المجتمعات الحضرية الساكنة حالياً ومستقبلاً. على سبيل المثال، جرى تبطين وتطهير ترعة سقارة بمحافظة الجيزة،[2] وتغطية ترعة أم الريش بمدينة الإبراهيمية في محافظة الشرقية. أما في مدينة الإسكندرية،[3] تم تبطين وتطهير جزء من ترعة المحمودية بل وردم الجزء الأقرب لمركز المدينة.[4]
تطرح هذه الورقة أهمية ترعة المحمودية التاريخية في إيجاز، ثم تنتقل لمناقشة تدهور حالة الترعة حتى تنفيذ مشروع محور قنال المحمودية الجديد (محور الأمل)، الذي ساهم في إحداث تغيير ملحوظ في عدة ملفات كانت محل نقاش وجدال كبير عبر السنوات، منها حالة الترعة كمعلم من معالم المدينة وكيفية تطويرها والاهتمام بها مما يؤثر على مياه الشرب، بجانب التأثيرات على التراث والاقتصاد وقدرة المحافظة على تحمل الكوارث الطبيعية التي تتفاقم بفعل زيادة تأثيرات التغير المناخي على المدينة.
نبذة تاريخية عن استخدامات ترعة المحمودية عبر العصور:
تكمن أهمية خليج الإسكندرية قديمًا وحديثًا في كونه المصدر الأساسي للمياه العذبة للمدينة. كانت الإسكندرية قرية صغيرة كحال المدن الساحلية القديمة التي اعتمدت على المياه الجوفية ومياه الأمطار كمصدر أساسي لمياه الشرب. حتى الآن توجد آبار قديمة غير مستخدمة مثل الموجود في جبانة الشاطبي، وكانت المنطقة الأثرية مغمورة بالمياه لمدة طويلة. جرى العمل على بناء مدينة الإسكندرية القديمة بطريقة ذكية تضمن احتياجات المدينة لمياه الشرب النظيفة والعمل على توفير طرق للتخلص من مياه الصرف والاستفادة من مياه الأمطار، وذلك عن طريق بنية تحتية تضمن الفصل بين مياه الشرب والصرف والأمطار. جاء دور قناة الإسكندرية التي حُفرت في العصر البطلمي في هذا العصر الذهبي لمدينة الاسكندرية، كمصدر رئيسي لمياه الشرب النظيفة التي كانت تغذي المدينة بالمياه عن طريق شبكة من القنوات السطحية، ومنها من تدفق من تحت الأرض ليملأ الصهاريج التي تم بناؤها في أساسات المدينة. تعد قناة الإسكندرية والصهاريج شاهد على عظمة تخطيط مدينة الاسكندرية القديمة ومدى ارتباط استمرارية وجود المدينة بتوافر مياه الشرب بالنسبة لمؤسسيها البطالمة.[5]
خلال العصر اليوناني الروماني وكونها وسيلة مواصلات رئيسية، ربطت القناة بين الإسكندرية- كعاصمة ومركز الإدارة والسلطة- والمدن المصرية الأخرى التي كان معظمها على شاطئ النيل. ورث حكام مصر من اليونان والرومان عادة المصريين القدماء الذين جعلوا حياتهم على طول شاطئ النيل، لارتباطه بفصول السنة المرتكزة على المواسم الزراعية وأيضًا كوسيلة للمواصلات وربط مصر العليا بالسفلى. كان لمدينة الإسكندرية ميناء بحري ونهري يطل على خليج الإسكندرية وبحيرة مريوط. وكانت السفن ترسو به، حيث كان لهم أهمية كبرى وارتباط وثيق بميناء الإسكندرية قديمًا. وتتمثل أهمية خليج الإسكندرية في كونه مسار تجاري تُنقل عن طريقة الصادرات المصرية. فصارت السفن تسافر من أنحاء مصر عبر نهر النيل لتصل إلى خليج الاسكندرية ثم تعبر بحيرة مريوط لتتجه نحو قناة كيبوتس التي تصل بين الميناء الغربي والبحيرة.[6]
لم يكن دور قناة الاسكندرية كمصدر للمياه فقط كافيًا للحكام لمتابعة حالتها وصيانتها، فصار دورها كوسيلة نقل وطريق تجاري العامل الأهم في ازدهارها وزيادة أهميتها. لطالما كانت مدينة الإسكندرية الميناء الكبير الذي يقدر على استيعاب السفن التجارية الكبيرة، مما جعل الإسكندرية مدينة تجارية جاذبة لتجار البحر المتوسط من العثمانيين وغيرهم، ومع وجود دائم للتجار وتغير النظام الإداري في الدولة العثمانية أثر على الترعة بالسلب؛ حيث أن المدينة كانت تعد مستقلة عن القاهرة لتظل القناة هي الرابط الوحيد بين المدينتين. وأدى أهمية دور التجار إلى كراهية ذلك الرابط الذي يضمن تبعية الإسكندرية للقاهرة.[7]
يمكن فهم تغير أهمية قناة الإسكندرية خلال القرن السابع عشر من تغيير خطوط التجارة التي كانت تعتمد على موانئ شرق المتوسط في استيراد منتجات من مستعمراتها في الشرق الأقصى إلى الإبحار حول القارة الإفريقية والاستغناء الجزئي عن تجارة المتوسط. أدى ذلك إلى انخفاض استخدامها كمسار نقل نهري، بالتالي يقلل من الدخل في خزينة الدولة. يمكن أيضًا فهم انحدار قيمة القناة من التغيير الإداري الذي حدث عندما أصبحت مصر جزء من الإمبراطورية العثمانية، التي كانت تعمل على استبدال الوالي المصري كل عام أو عامين ليتحول منصب الوالي إلى وظيفة مؤقتة للعثمانيين. والهدف الأساسي للولاة هو جمع الضرائب لإرسالها للسلطان العثماني، مما يوقف عجلة التطوير ولا يخلق دافع للعمل على مشروعات تنموية في ولاية مصر،[8]حتى عصر محمد على الذي شهد إحياء الترعة كشريان للزراعة والنقل والصناعات المختلفة.
طبيعة السكن:
كانت الأراضي التي تحوي ترعة المحمودية خالية؛ حيث أن الإسكندرية قبل محمد علي كانت مدينة صغيرة فاقدة لكل عناصر المدينة القديمة الضخمة التي تم بناؤها في العصر البطلمي، بل كانت الأسوار الإسلامية وراء أسوار المدينة القديمة بمسافة كبيرة كما يظهر في الخرائط القديمة للمدينة[9].
خريطة الإسكندرية التي جرى العمل عليها أثناء الحملة الفرنسية، صدرت عام 1817.[10]
مع حفر ترعة المحمودية في عصر محمد علي، ازدهرت الأراضي المحيطة بها ليتم تسميتها تيمنًا بأشهر شوارع باريس وهو الشانزيليزيه (Champs-Élysées) الذي يظهر على البطاقات البريدية الحاملة لصور لترعة المحمودية وهي محاطة بالقصور والحدائق الفخمة. يأتي دور ترعة المحمودية كمقصد ومسكن للأغنياء من عصر محمد على الذي اتخذ قصرًا على الترعة عند افتتاحها. ونجد في خريطة محمد بك الفلكي لمدينة الإسكندرية عام 1865 امتدادًا للبيوت والحدائق على جانبي الترعة[11].
خريطة الإسكندرية عام 1865 ميلاديًا التي عمل عليها محمود بك الفلكي. توضِّح معالم الإسكندرية والمساحات الخضراء المنتشرة على جانبي ترعة المحمودية.[12]
بطاقة بريدية عليها صورة فوتوغرافية لترعة المحمودية بالقرب من الإسكندرية.[1]
صور فوتوغرافية لترعة المحمودية – تصوير Doris في بداية القرن العشرين
مع تحول النظام السياسي في مصر من الملكية للجمهورية، تحولت ترعة المحمودية من مكان محاط بالحدائق إلى مكان للمصانع وتوسعات الجمهورية في بنائها وإدراج مشروعات سكنية للعمال بجانب مصانعهم، مما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة حول الترعة. لاحقًا، أدت سياسة الانفتاح الاقتصادي إلى تهميش هذه المصانع القومية وتهميش للعمال الذي ساهم بدوره في زيادة الكثافة السكانية وتسارع التمدد العمراني غير المخطط [14].
صدر بحث عام 2019 يناقش استهلاك الأراضي الزراعية عن طريق التمدد العمراني، ويحلل تناقص مساحة الأراضي الزراعية بأن ثورة 2011 كانت محطة مهمة في مصير الأراضي الزراعية لوقف العمل بالقوانين التي وضعتها الحكومة لحماية الأراضي الزراعية من الاندثار. نتج عن ذلك تسجيل 752000 حالة تعدي في الفترة التي تمتد من يناير 2011 إلى السابع من مايو 2013. هذا إلى جانب الزيادة السكانية الناتجة عن الزيادة الطبيعية والهجرة الداخلية لمدينة الإسكندرية التي زاد عدد سكانها من 2.5 مليون نسمة عام 1987 إلى 5.31 مليون نسمة عام 2019، 25% فقط من هذه الكتلة السكانية تعمل. من خلال الخرائط، نستنتج أن الأراضي الزراعية المتواجدة حول الترعة كانت الأكثر عرضة للتمدد العمراني لوجودها على الطريق الذي يزيد من قيمتها في سوق الأراضي ويجعلها أكثر عرضة للتعديات العمرانية. كما رصد البحث المُشار إليه تحول الأراضي الواقعة بين شرق الترعة وجنوب شرق الإسكندرية من خلال خرائط توضح استخدامها. واتضح أن جزء كبير من الأراضي المذكورة تأثرت سلبًا بالتمدد العمراني حيث انكمشت الأراضي الزراعية الواقعة في منطقة الدراسة بنسبة 11.03%، بينما زادت المساحات الحضرية بنسبة 11.84% خلال العقود الثلاث الماضية.[15] يحاكي ذلك التمدد العمراني واختلاف طبيعة سكان منطقة الدراسة التي كانت مقصدًا للمهاجرين المصريين القادمين من الدلتا للعمل في الأراضي الزراعية في هذه المنطقة[16].
خريطة توضح استخدامات الأراضي بالهكتار في الأعوام 1987 و2001 و2015 و2019. يرمز اللون الأخضر إلى المساحات الزراعية، واللون الأرجواني إلى الحدائق، واللون الأحمر إلى الطرق، واللون الزهري إلى المساحات الحضرية، واللون الأزرق إلى المسطحات المائية.[17]
عقب إنشاء محور الأمل، زادت قيمة الوحدات السكنية المحيطة بالمشروع الجديد، حيث كانت زهيدة السعر لوجودها قرب الترعة التي تتعرض لانتكاسات من التلوث وقلة منسوب المياه. أدي المحور الجديد لتغيير طبيعة السكن، فأُزيلت العديد من المساكن التي كانت تعتدي على أراضي الدولة من باعة جائلين ومرفقات أخرى من غايتها وصول المواطنين في هذه المناطق لحقوقهم في المدينة والسكن.
صورة محور المحمودية من موقع رئاسة الجمهورية[18]
التأثير على التراث:
حرص الوالي العثماني محمد علي على تميز مشروع ترعة المحمودية عن غيره عن طريق النصب التذكاري المُقام عند أول الترعة في قرية العطف، وآخر عند مصبها في منطقة القباري بالإسكندرية.[19] لترعة المحمودية أهمية في التراث الصناعي السكندري أيضًا، حيث كانت مسارًا للصادرات المصرية لتصل إلى الميناء الغربي، وكانت ضفافها مكانًا لبناء المنشآت التجارية والصناعية منذ إعادة حفرها في عصر محمد على. كما ساهمت الترعة في نمو أحد أهم الصادرات التي لا تزال تحتل مكانة مهمة في العقل الجمعي المصري وهو محصول القطن الذي كان يتم شحنه في ترعة المحمودية ليتم تصنيعه وتصديره للخارج. لذلك الفرصة كانت سانحة لتطوير ترعة المحمودية والمباني التراثية المجاورة كمقصد سياحي وتراثي للحفاظ على تلك المباني القديمة من الاندثار.[20]
تؤثر ترعة المحمودية على بعض المواقع الأثرية في الإسكندرية مثل منطقة آثار كوم الشقافة التي كانت تتسرب بها المياه، رغم المحاولات المختلفة لتجفيف الموقع ليتبين أن المصدر الرئيسي للمياه المترسبة هو ترعة المحمودية.[21] لذا كانت صيانة الترعة خطوة مهمة يجب المواظبة عليها دون انتظار تداعيات سلبية على منشآت أخرى. وذلك ما لم يكن يحدث على أرض الواقع خلال العقد السابق لتنفيذ مشروع محور الأمل، الذي كانت تهتم خلاله الحكومة بخلو الترعة من المهملات حتى تم هجرها بفعل حركة تغيير محافظي الإسكندرية السريعة والإعلان عن مشروع المحور وتفاصيل تنفيذه عام 2018.
بينما لم يتم العمل على مشروعات لتنمية التراث السكندري في إطار ردم ترعة المحمودية وتحويلها إلى محور مروري ضخم، جرى العمل على ترميم مسجد أنجا هانم بأموال التبرعات.[22] لذلك نستنتج أن مشروع محور الأمل لم يعمل على صيانة المواقع التراثية المتواجدة على طول الترعة ولا الاستفادة منها، بل عمل على هدم كل المساجد المتعدية على حرم الترعة التي وصل عددها إلى 35 مسجدًا هُدمت واستبدلت بـ7 مساجد تسلمتها وزارة الأوقاف عام 2020.[23] أحد أبرز الانتقادات الموثقة ضد مشروع محور الأمل خلوه من الهوية الثقافية وعدم ملائمته لطبيعة مدينة الإسكندرية، حيث يعزز عدم الانتماء للمكان من خلال عدم التكيف مع اختلاف الأحياء والمناطق السكنية المحيطة. [24] تم نقل جثمان أبو الإخلاص الزرقانى الذي كان مدفونًا في مسجد باسمه على طريق ترعة المحمودية قبل التجديد، من قِبل مسؤولي الطرق الصوفية بالإسكندرية.[25] وذلك يثبت أن تخطيط المحور الجديد لا يراعي القيمة الدينية والإنسانية للمساجد لسكان المناطق المختلفة، باعتبار المساجد ليست أماكن للصلاة والتعبد فقط.
يُؤثِّر المحور الجديد على الأحياء القديمة والمواقع التراثية؛ حيث أن زيادة ارتفاع مستوى الشارع في بعض المناطق قد يتسبب في هشاشتها لتحمل الأمطار والخلل الذي قد يحدث في منظومة الصرف ومنظومة تجميع الأمطار التي يجري فصلها عن الصرف حاليًّا.[26] يمكن رؤية ذلك على أرض الواقع حيث أن المباني الأقدم تتميز بانخفاضها عن المباني الأحدث، وذلك قد يجعلها أكثر عرضة للتأثر بمحور الأمل الذي لا يعمل على خلق حلقة وصل بين ماضي وحاضر ومستقبل مكان ترعة المحمودية.
عقب بناء محور الأمل، زادت قيمة الوحدات السكنية المحيطة بالمشروع الجديد وغيّر من طبيعة الوحدات السكنية،[27] التي كانت زهيدة السعر لقربها من الترعة التي تتعرض لانتكاسات من التلوث وقلة منسوب المياه. أدي المحور الجديد لتغيير طبيعة السكن فأُزيلت العديد من المساكن التي كانت على أراضي الدولة من باعة جائلين ومرفقات أخرى من غايتها وصول المواطنين في هذه المناطق لحقوقهم في المدينة والسكن.[28]
التأثير الاقتصادي:
كان لمشروع إنشاء ترعة المحمودية أهمية خاصة خلال عصر محمد على الذي افتتحها عام 1820 ميلاديًا[29]، حيث كانت ترعة المحمودية جزء من رؤية ومشروع قومي زراعي كبير يهدف إلى تحديث طرق الزراعة في جميع أنحاء مصر لاستغلال مياه الفيضان بطريقة أكثر فعالية، عن طريق التخطيط لزيادة المحاصيل التي يتم زراعتها في العام الواحد. أضاف محمد على فكرة القناطر للتحكم في مياه الفيضان والانتفاع بالمياه في زراعة محاصيل صيفية. شق محمد على أكثر من 30 ترعة ومصرف وبنى 14 جسرًا لحماية جوانب النيل بجانب أكثر من 40 قنطرة لحفظ المياه والأراضي من أخطار الفيضان.[30] أدت كل هذه المشروعات إلى زيادة إنتاج مصر من المحاصيل الزراعية المختلفة.
لم يكن محور الأمل أول فكرة تُطبق لاستخدام الترعة وجوانبها في إيجاد حلول للأزمة المرورية في المحافظة أو زيادة قدرة استيعاب شبكة الطرق في المدينة للخطط الاقتصادية التنموية المبنية على زيادة الصادرات الذي يعتمد على موانئ الإسكندرية. فقد نشر موقع محافظة الإسكندرية عام 2010 خبرًا عن مشروع تطوير كورنيش قنال المحمودية عن طريق العمل على توحيد اتجاه السيارات على كل جانب من جانبي الترعة وإنشاء كباري كل 900 متر لتفادي الازدحام المروري في منطقة سموحة والأحياء الجديدة، ولتقليل الحمل على محاور الدخول والخروج من الكورنيش. تم التخطيط للعمل على إيصاله بشارع قناة السويس 15 و مايو و فيكتور عمانويل، بجانب ذلك سيجري العمل على إحداث تطوير عمراني شامل لواجهة الإسكندرية على قنال المحمودية والمناطق العمرانية المطلة عليه.[31] لم يتم استكمال هذا المشروع بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة.[32] تم اقتراح عدد من المشروعات منذ حينها ولكن لم يتم تنفيذ أيٍ منهم.
يعد محور قنال المحمودية جزء من مشروع أكبر لإعادة تأهيل الطرق التي تربط المدن ببعضها. استكمل المحور الجديد بمحافظة الاسكندرية بمحور آخر يسمى محور المحمودية في محافظة البحيرة يمتد بطول 54 كيلو مترًا مارًا بمدن كفر الدوار وأبوحمص ودمنهور، وينتهي بمركز المحمودية حتى فرع النيل بعرض 5 حارات في كل جانب، منها 3 حارات سريعة وحارة خدمات في الاتجاهين. كما يشمل عددًا من كباري السيارات والمشاة والمناطق التنموية والخدمية التي أُقيمت على أراضي أملاك الدولة المتاخمة للمحور.[33]
يُمثِّل محور الأمل عبئًا اقتصاديًّا على السكان الذين اعتادوا عبور الشارع على الأقدام أو باستخدام المعدية التي كانت لا تحتاج منهم جهدًا كبيرًا للعبور ولا تُشكّل عبئًا اقتصاديًا عليهم، ولكنها كانت تُمثِّل خطرًا في حال حاجتها للتجديد.[34] يرى السكان أن المحور الجديد يُسّهل التنقل بالسيارات بين أحياء المدينة المختلفة، بينما أثّر سلبًا على المشاة. من أكثر العيوب التي أشار إليها المجيبين على الاستبيان في الدراسة المنشورة عام 2023 بعنوان “Waterways Transformation in the Vulnerable Port City of Alexandria” في المحور هي الـ14 كوبري مشاة التي يبلغ ارتفاعها ستة أمتار عن سطح الشارع، ما يترك المشاة ليعبروا المحور على القدمين بدون وجود إشارات مرورية تسمح لعبور المشاة بأمان. هذا بجانب أن المحور لا يحتوي على منشآت تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.[35] بخصوص هذه السلبيات التي يعاني منها سكان المنطقة المحيطة، لا يوجد حل سوى دراسة المناطق التي يعبر منها المشاة بكثافة وحفر نفق للمشاة فيها لأن إشارات المرور تعاكس فكرة انسيابية المرور الذي يوعد به المحور. بينما تُمثِّل فكرة نفق المشاة أحد علامات طريق الجيش (كورنيش البحر) الذي يضم العديد من أنفاق المشاة يستخدمها السكندريون، مع توفير حلول لذوي الاحتياجات الخاصة التي يفتقر لها أنفاق الكورنيش.[36]
التأثير البيئي:
يُمكِّن مقارنة التأثير البيئي لترعة المحمودية ومحور الأمل عن طريق فهم أهمية المسطحات الخضراء والزرقاء في النطاق الحضري. تساعد المسطحات الخضراء على تقليل تلوث الهواء والصوت والماء، بينما تعمل الطرق السريعة كمصدر للملوثات البيئية التي تعاني المدن منها. لذا تعد الأنهار والترع والغطاء الأخضر المحيط بها رئة المدينة التي تعمل على تنقية الهواء وتقليل التلوث عند توافر بعض عوامل استمرارية النظام البيئي للمجرى المائي واستدامته.
تعد ترعة المحمودية نموذجًا لمتلازمة المجرى المائي الحضري التي تتناول تدهور حالة المجرى المائي في نطاق المدن نتيجة التمدد العمراني الذي شهده العالم في العقود الماضية. ظهرت آراء تؤيد ردم الترع والمصارف الموجودة في المدينة لاحتياجها لميزانية لصيانتها والإبقاء عليها كمساحة عامة ومساحات خضراء للسكان. بينما ظهر تيار آخر يؤيد ضرورة بقاء المجرى المائي لأنه يقلل من التلوث[37]، وله فوائد صحية للسكان المحليين في الصحة النفسية والصحة العامة.[38]
يساعد ردم ترعة المحمودية واستبدالها بمحور مروري في زيادة آثار التغير المناخي على المدينة، مثل الجزر الحرارية التي لها تاريخ موثق بعدة دراسات أجرتها جهات مختلفة تثبت أن قرب المدينة من المسطحات المائية- التي تتمثل في ترعة المحمودية سابقًا وبحيرة المطار وبحيرة مريوط والبحر المتوسط- وتخطيط شوارع المدينة يساهم بشكل أساسي في حدة الجزر الحرارية وقابلية تكونها في مدينة الإسكندرية؛ حيث نجد أن المناطق التي في نطاق المسطح المائي تعد أقل عرضة للتعرض الجزر الحرارية،[39] وأن تخطيط الشوارع غير المخططة يساهم في خلق منطقة ذات درجة حرارة عالية ولا تسمح بمرور الهواء عبر هذه الأحياء، وتعد أكثر عرضة الجزر الحرارية من المناطق المخططة.[40][41] فنجد في موقع ترعة المحمودية وحجمها الضخم فرصة ضائعة لإنقاذ مدينة الإسكندرية التي تعد من المدن المهددة بالغرق إثر نسب هطول الأمطار المتزايدة وارتفاع منسوب البحر.[42] فكان من الممكن استخدام المجرى المائي كمصرف لمياه الأمطار والسيول المستقبلية في الشتاء والاستفادة منها في كسر حدة الجزر الحرارية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة المستمر في الصيف.[43]
تعاني محافظة الإسكندرية من تناقص المساحات الخضراء وأثر ردم الترعة وتحويلها لمحور مروري. جرى تحويل بعض المساحات الخضراء التي كانت تطل على الترعة لجزء من المحور الجديد، وتصاحب ذلك مع إزالة عدد كبير من الأشجار الضخمة التي كانت موجودة على امتداد الترعة لتتبدل بمساحات من النجيل الطبيعي وشتلات أشجار التيكوما والبونسيانا بأعداد لا تتناسب مع ضخامة المشروع؛ حيث تم زراعة ما يقارب 400 شجرة في مشروع يمتد لأكثر من 20 كيلومتر[44]؛ أي أن المحور الجديد يحتوي على شجرة واحدة كل 50 مترًا تقريبًا، وهو معدل قليل جدًا ويزيد من أضرار تلوث الهواء للمناطق المطلة على المحور.
هناك أيضًا خطورة على المناطق المحيطة بالمحور الجديد؛ حيث أن ترعة المحمودية كانت تمتد مياهها لتملأ خزانات المياه الجوفية الطبيعية التي تتكون من طبقات مسامية من التربة وطبقات غير مسامية صخرية لتكون غرف مليئة بالمياه الجوفية كانت تتغذى على مياه الترعة كما كان يحدث في منطقة آثار كوم الشقافة[45]، التي تبعد عن المحور مسافة 500 متر.[46] قد يؤدي ردم الترعة إلى جفاف تلك الخزانات الطبيعية وحدوث هبوط أرضي نتيجة لزيادة الضغط على تلك الصهاريج الطبيعية، مما قد ينتج عنها خسارة في الأرواح والمباني.
خاتمة:
لا يمكن الحكم على محور الأمل أنه لا يخدم أو يحقق الأهداف المرجوة، ولكن يمكننا أن نرى مدى فعالية المشروع في حل المشكلات التي قد ساهم في حلها جزئيًا والمشكلات التي ساهم في تفاقمها، مثل المساهمة في حل الأزمة المرورية التي لا تزال قائمة، وخلق فرص استثمارية تجارية وعقارية، والعمل على ربط ميناء الإسكندرية بشبكة الطرق التي تربطه بباقي أنحاء المحافظة والجمهورية.
كانت من الممكن لترعة المحمودية أن تساهم في وضع حلول في إطار الملفات البيئية المتعلقة بالتغير المناخي، مثل الجزر الحرارية وتناقص المساحات الخضراء، والمشكلات المتعلقة بهشاشة المدينة في حالات زيادة معدلات الأمطار. بينما يساهم المحور في تفاقم نفس الملفات بل يزيد على كاهل الدولة تكلفة ردم الترعة وصيانة المحاور والطرق والكباري المتصلة به التي تتأثر بالأمطار وتصبح غير قابلة للاستخدام دون وجود صيانة دورية لمعالجة التلفيات، وهذا يعد أحد تأثيرات المحور الاقتصادية بجانب المساهمة في زيادة المناطق الاستثمارية والاستثمارات العقارية في المنطقة الجنوبية من المحور.
يؤثر المحور على التراث، فيترك المناطق والمباني التراثية الواقعة على المحور مباشرةً أو في المناطق الواقعة حوله عرضة لتكون منطقة لتجمع مياه الأمطار والصرف. ويعد غياب خطة للاستفادة من المباني التراثية كقيمة حضارية مضافة للمحور الجديد لتكون شاهد على أهمية مدينة الإسكندرية وتطور الصناعة والتجارة والنقل على مر العصور المختلفة أحد الملفات التي يمكن التركيز عليها في مراحل تطوير المحور المستقبلية.
التوصيات:
- العمل على دراسة تهدف لإيجاد هوية بصرية للمحور لكل منطقة يمر بها من خلال استغلال مواقع التراث الصناعي بالتعاون مع المجتمع المدني والشركات المالكة لتلك المنشآت والأراضي غير المستغلة.
- العمل على تجهيز دراسة لمناقشة مشكلة المشاة التي تتعلق بالمحور الجديد، والحلول التي يمكن تطبيقها فيما يتفق مع طبيعة المناطق المختلفة ومراعاة احتياجات ذوي الهمم وكبار السن.
- العمل على زيادة المساحات الخضراء في المناطق القريبة للمحور، والعمل على إشراك المجتمعات المحلية في إدارتها وصيانتها ووجود نشاطات صديقة للبيئة لممارستها في هذه المساحات.
- العمل على تتبع المياه الجوفية الطبيعية في المناطق المحيطة بالمحور ومعالجة آثار ذلك على السكان والمنشآت.
[1] United Nations, World Urbanization Prospects: The 2003 Revision: Data Tables and Highlights. New York: United Nations, 2004.
[2] اليوم السابع، “القمامة تشوه ترعة سقارة بعد تبطينها، والري تزيلها وتناشد الأهالي الحفاظ عليها”، 5 مارس 2021. متاح على: https://www.youm7.com/story/2021/3/5/
[3] الشروق، “محافظ الشرقية يتابع أعمال تغطية ترعة أم الريش بالإبراهيمية بتكلفة 5.5 مليون جنيه”، متاح على: https://www.shorouknews.com/news/view.
[4] مصرواي، “بالصور.. شاهد كيف كانت ترعة المحمودية قبل مشروع شريان الأمل”، 29 أغسطس 2020. متاح على: https://www.masrawy.com/news/news_regions/details/2020/8/29
[5] S. Spanoudi, A. Golfinopoulos, and I. Kalavrouziotis, “Water Management in Ancient Alexandria, Egypt: Comparison with Constantinople Hydraulic System”, Water Supply 1 November 2021; 21 (7): 3427–3436. doi: https://doi.org/10.2166/ws.2021.128
[6] Khalil, Emad, “The Sea, the River and the Lake: All the Waterways Lead to Alexandria”, Bolletino di Archeologia online 1 (2010): 33-48.
[7] Reimer, Michael J. “Ottoman Alexandria: The Paradox of Decline and the Reconfiguration of Power in Eighteenth-Century Arab Provinces”, Journal of the Economic and Social History of the Orient/Journal de l’histoire economique et sociale de l’Orient (1994): 107-146.
[8] المصدر السابق.
[9] G. Jondet, Historical Atlas of the City and Ports of Alexandria: Memoirs of the Sultanieh Society of Geography, 2, Cairo, 1921.
[10] Description de l’Égypte ou recueil des observations et des recherches qui ont été faites en Égypte pendant l’expédition de l’Armée Française publié par les ordres de Sa Majesté l’empereur Napoléon le Grand, 1ère édition, Paris, 1817, Etat Moderne, Planches, vol. II. https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b10101091f?rk=643780;0#
[11] Historical Atlas of the City and Ports of Alexandria.
[12] Falakī, Maḥmūd Aḥmad Ḥamdī al- (1815-1885), Plan de la ville d’Alexandrie en l’an 1282 [1865] de l’hégire, https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b10104413k?rk=622320;4#
[13] Alexandria. The Mahmoudieh Canal, near Alexandria/Alexandrie. Le Canal Mahmoudieh près d’Alexandrie, https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b101012342/f1.item#
[14] شاهين، عمر، “استراتيجية الإماتة البطيئة: الأنظمة المصرية في مرآة ترعة المحمودية” المنصة، 17 أكتوبر 2020. متاح على: https://almanassa.com/stories/4674
[15] Abd El-Kawy, Osama Rady, Hassan Ahmed Ismail, Hythem Mohamed Yehia, and Mohamed Abdelrady Allam, “Temporal detection and prediction of agricultural land consumption by urbanization using remote sensing”, The Egyptian Journal of Remote Sensing and Space Science 22, no. 3 (2019): 237-246.
[16] Hassanien, Mohamed Ahmed Aly, Internal Migration in Egypt during the period (1960-1996): A Geographic Study, PhD thesis, Cairo University: 2009. DOI:10.13140/RG.2.2.12345.39522
[17] “Temporal detection and prediction of agricultural land consumption by urbanization using remote sensing” p:242.
[18] “تطوير محور المحمودية بمحافظة الإسكندرية”، موقع رئاسة الجمهورية، https://www.presidency.eg/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D8%A5%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9/
[19] يحتوي النصب التذكاري على أبيات شعرية تذكر السلطان العثماني. في النصب التذكاري الموجود في قرية العطف “قد أجرى السلطان محمود خان النيل من الرحمانية إلى الإسكندرية فيا له من خير عميم اكتسبت به مصر فيض الرحمة. وبذلك نال البحر والنيل نصيبهما من بحر جود هذا السلطان الأعظم. ولو رأى الإسكندر هذا الصنيع لحمده وأثنى على مسديه”. بينما في النصب التذكاري الموجود بالإسكندرية “خليق بالعبد محمد علي باشا أن يبذل في سبيل مولاه سلطان العالم — روحه لا ماله فقط فإن قوته القاهرة مستمدة من همته الملكية ولم يأت له مثيل منذ أن خلقت مصر (حاضرة) العالم فكم من آثار وفقه المولى لها حتى لقد أرضى بخدمته ملك الزمان.”
[20]سيف، بسمة، “الحفاظ على تراث الإسكندرية الصناعي: تطوير حي مينا البصل”، مُشاهد القاهرة، 2015. متاح على: https://tmblr.co/ZHzWbx1sHqt7O
[21] الدخاخني، فتحية، “عرض آثار يونانية في الإسكندرية حجبتها المياه 119 سنة: مصر والولايات المتحدة نفذتا مشروعًا لإنقاذها”، الشرق الأوسط، 3 مارس 2019. متاح على: https://aawsat.com/home/article/1616956/
[22] أمينة حسني، “إنجا هانم مسجد أثري في الإسكندرية يفتح أبوابه مجدداً”، الشرق الأوسط، 2018. متاح على: https://aawsat.com/home/article/1409986
[23] “حقيقة صورة الكنيسة التي تم تغيير اتجاه محور المحمودية لأجلها” متصدقش، 8 سبتمبر 2020. https://matsda2sh.com
[24] Fouad, Sara S., Essam Heggy, and Udo Weilacher. “Waterways Transformation in the Vulnerable Port City of Alexandria”, Cities 141 (2023): 104426.
[25] “تنبأ قبل 50 سنة بتنمية المحمودية.. مريدو “الزرقاني” يروون ذكرياتهم مع صاحب المقام المنقول”، الوطن، 20 أغسطس 2019، متاح على: https://www.elwatannews.com/news/details/4305140
[26] “تفاصيل مشروع فصل شبكة مياه الأمطار عن الصرف الصحي بالإسكندرية”، اليوم السابع، 9 أغسطس 2022. متاح على: https://www.youm7.com/story/2022/8/9
[27] “حلم مستحيل تحقق.. فرحة الإسكندرانية بـ«محور المحمودية» لا توصف”، أخبار اليوم، 30 أغسطس 2020. متاح على: https://akhbarelyom.com/news/newdetails/3105757/1/
[28] “تاريخ الإسكان الاجتماعي في مصر”، الإنسان والمدينة للأبحاث الإنسانية والاجتماعية، 8 سبتمبر 2021. متاح على: https://tinyurl.com/mtum4u9m
[29] عمر، طوسون، تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية، 1942.
[30] سالم، متولي، “«الري» تعدد إنجازات محمد علي: أنشأ 44 قنطرة و37 ترعة و14 جسرًا لحماية النيل”، المصري اليوم، 2016. متاح على: https://www.almasryalyoum.com/news/details/959577
[31] “تحويل طريق قنال المحمودية إلى محور مروري رئيسي بتكلفة 120مليون جنيه”، بوابة محافظة الإسكندرية، 16 مايو 2010. متاح على: http://www.alexandria.gov.eg/Lists/List19/DispForm.aspx?ID=136
[32] “تعثر تطوير ترعة المحمودية بتكلفة 135 مليون جنيه منذ عام 2009″، اليوم السابع، 3 مارس 2016. متاح على: https://www.youm7.com/story/2016
[33] “تفاصيل أكبر مشروع قومي في البحيرة: «محور المحمودية» طريق المستقبل”، 5 مارس 2021. متاح على: https://akhbarelyom.com/news/newdetails/3283932/1/
[34] صبري، أحمد، “معديات الموت” تهدد حياة الآلاف بمنطقة العوايد بالإسكندرية”، الأهرام، 19 نوفمبر 2015. متاح على: https://gate.ahram.org.eg/News/812090.aspx
[35] “Waterways Transformation in the Vulnerable Port City of Alexandria”.
[36] “خالد بن الوليد أحدث نفق حضاري على كورنيش الإسكندرية”، مجلة المقاولون العرب، متاح على: https://www-arabcont-com.translate.goog/magala/details-917-15-3?_x_tr_sl=ar&_x_tr_tl=en&_x_tr_hl=en&_x_tr_pto=sc
[37] Walsh, Christopher J. et al, “The Urban Stream Syndrome: Current Knowledge and the Search for a Cure”, Journal of the North American Benthological Society 24, no. 3 (2005): 706-723.
[38] Vaeztavakoli, Amirafshar, Azadeh Lak, and Tan Yigitcanlar. “Blue and Green Spaces as Therapeutic Landscapes: Health Effects of Urban Water Canal Areas of Isfahan”, Sustainability 10, no. 11 (2018): 4010.
[39] Gunawardena, Kanchane, and Tristan Kershaw. “Green and blue-space significance to urban heat island mitigation”, in Integrated Design at 50: Building our Future, 2016.
[40] Taslim, Shima, Danial Monsefi Parapari, and Arezou Shafaghat. “Urban design guidelines to mitigate urban heat island (UHI) effects in hot-dry cities”, Jurnal teknologi 74, no. 4 (2015): 119-124.
[41] يمكنكم الاطلاع على بحث نشره مركز الإنسان والمدينة (2024)، “الجزر الحرارية في مدينة الإسكندرية: دراسة في المُناخ التطبيقي”، https://www.hcsr-eg.org/
[42] “Climate and mobility case study January 2023: Alexandria, Egypt: Al Max”, Relief Web. Available at: https://reliefweb.int/report/egypt/climate-and-mobility-case-study-january-2023-alexandria-egypt-al-max
[43] المصدر السابق.
[44] رمضان، رجب، “محور المحمودية يتزين بالأشجار و17 ألف متر نجيل”، المصري اليوم، 19 أغسطس 2022. متاح على: https://www.almasryalyoum.com/news/details/2669533
[45] “عرض آثار يونانية في الإسكندرية حجبتها المياه 119 سنة”. سبق ذكره.
[46] خرائط جوجل، https://www.google.com/maps/dir/31.1788731,29.8888522/Catacombs+of+Kom+el+Shoqafa