تعرضت مصر عبر عقود لمخاطر الفيضانات المفاجئة أو السيول الشديدة، والتي خلّفت وراءها خسائر بشرية ومادية جسيمة. لذلك، وبعد السيول التي تعرضت لها جنوب البلاد في صيف 2024، يأتي الاهتمام بمعرفة الظاهرة وتاريخها في مصر.
السيل ظاهرة مناخية متطرفة؛ وهي تدفق سريع للمياه يحدث بسبب هطول أمطار غزيرة في وقت قصير، حيث لا تستطيع التربة امتصاص الكمية الهائلة من المياه، فتتجمع وتتحرك نحو المناطق المنخفضة بسرعة كبيرة وقوة تدميرية. تستمر هذه العملية من دقائق إلى ساعات أو حتى أيام. وعادةً يبدأ السيل خارج المدن بمقدمة ضعيفة تحمل قشًا وأشجارًا صغيرة، وتخرج الكائنات السامة من جحورها مع أول تدفق مصحوب برغوة بيضاء. بعد ساعات، تجف المياه تاركة بركًا صغيرة، لكن المرحلة الثانية من السيل، وهي الأخطر، تأتي بقوة أكبر وتستمر لفترة أطول[1].
ومع التغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم، أصبحت الظواهر المناخية المتطرفة ومن ضمنها السيول أكثر تكرارًا وشدة في مصر، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الظاهرة ستكون نقمة جديدة على البلاد، أو فرصة لتحقيق فوائد كبيرة في ظل معاناتها من شح موارد المياه. في هذا السياق يتضح أهمية تقديم خطًا زمنيًا لأبرز السيول التي شهدتها مصر وما نتج عنها من أضرار.
[1] مرفت حقي، “السيول… الحد من الخسائر… وتعظيم المكاسب”، موقع الهيئة العامة للاستعلامات، https://www.sis.gov.eg/UP/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%84.pdf