يوافق يوم 28 ابريل من كل عام يوم الصحة والسلامة المهنية في مكان العمل وتحتفل منظمة العمل الدولية منذ العام 2003 بهذا اليوم مشددة على الوقاية من الحوادث والأمراض في مكان العمل، ويعد يوم 28 أبريل هو اليوم الذي ربطته الحركة النقابية في العالم بذكرى ضحايا الحوادث والأمراض المهنية منذ العام 1996.
ويراد من اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية زيادة الوعي وتركيز الاهتمام الدولي على حجم المشكلة وعلى كيفية تعزيز وخلق ثقافة آمنة وصحية يمكن أن تساعد على التقليل من الوفيات والإصابات المرتبطة بمكان العمل حيث أظهرت احصائية لمنظمة العمل الدولية في العام 2009 أن حوالي 2 مليون شخص سنويا في العالم يلقون حتفهم بسبب حوادث مرتبطة بالعمل وأكثر من 150 مليون شخص في العالم يعانون من أمراض مرافقة للعمل، أما عن عدد الحوادث المميتة والغير مميتة في العمل فقد قدرت بحوالي 270 مليون حادثة سنويا لذا تقع على الحكومات وأصحاب الأعمال مسؤولية توفير البيئة الهيكلية للقوانين والعمل على تطوير برامج وسياسات عامة وطنية ونظم تفتيشية لأعمال التشريعات الخاصة بالصحة والسلامة المهنية.
وقد سبق لمنظمة العمل الدولية أن حددت هدفها من الاحتفال بهذا اليوم التركيز على عدد من القضايا مثل ظروف العمل وعدد الساعات والظروف المرتبطة بالهجرة والعمالة غير الشرعية والأمراض المهنية والحوادث. إلا أنه مع تفشي فيروس كوفيد 19 أصبح التركيز على مكافحة تفشي الأمراض المعدية فى مكان العمل. وأعلنت منظمة العمل الدولية في وقت سابق من شهر أبريل الجاري أن جائحة كوفيد – 19 قد تسبب في خسائر فادحة في ساعات العمل والوظائف، كما أبرزت الجائحة أيضا مدي اهمية حماية العاملين الصحيين في ضمان فعالة النظام الصحي في المجتمع.
فقد عرضت جائحة كوفيد-19 العاملين الصحيين وأسرهم لمستويات خطر عالية جدا وتشير البيانات الواردة من عدد من البلدان إلى أن نسبة حالات العدوى بين العاملين الصحيين أعلى بكثير مقارنة بباقي السكان ، بالإضافة إلى مخاطر الجائحة على الصحة البدنية لهؤلاء الاشخاص فقد احدثت ضغطا نفسيا هائلا على العاملين الصحيين بسبب طبيعة عملهم التي تستعدي ساعات عمل مكثفة وايضا يعيشون في خوف مستمر من التعرض للعدوى هم وذويهم إلى جانب أنهم في كثير من الأحيان لايتلقون التعويضات المادية المناسبة لما يتعرضون له من مخاطر صحية وبدنية ونفسية. وقد اعلنت نقابة الاطباء المصرية خلال بيان لها عبر منصة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بتاريخ 26 ابريل أن عدد الاطباء الذي توفوا من جراء الاصابة بفيروس كوفيد 19 قد وصل إلى 500 طبيب حتي الآن؛ منهم 41 طبيب خلال شهر ابريل الجاري فقط.
وجدير بالذكر هنا أن معركة بدل العدوى التي يخوضها العاملين في القطاع الطبي في مصر منذ سنوات طويلة لم تأت بنتائج مرجوة لزيادة بدل العدوى المقررة بـ 19 جنية شهريا بالرغم من تحصل عدد من نقابات العاملين بالمجال الصحي على حكم قضائي بعام 2015.
لذا فإنه يجب العمل على وضع سياسات جديدة لترتيب إجراءات الوقائية والسلامة لجميع العاملين مع العمل على التحسين المستمر للعناصر ذات الصلة بنظام ادارة السلامة والصحة المهنية. ولابد ايضا العمل علي البرامج الصحية وتعزيز جودتها مع مقارنة عمليات السلامة والصحة في مكان العمل مع غيرها من أجل التحسين المستمر