تعد وسائل تنظيم الأسرة (موانع الحمل) حاجة صحية ملحة للنساء بمختلف أعمارهن، وتمثل حقهن بالتحكم في أجسادهن، من خلال تمكينهن من اتخاذ قرارات الإنجاب المناسبة لوضعهن الصحي والاجتماعي، وللمباعدة ما بين الأطفال، وتجنبهن اللجوء للإجهاض غير الآمن وتحميهن من الأمراض والعدوى المتناقلة جنسيًا، منها فيروس نقص المناعة البشري HIV.
لكن من الملحوظ عدم وعي النساء الكافي بتلك الوسائل، ومنعهن من الوصول إليها بقرار من أزواجهن، أو عدم قدرتهن للحصول عليها بسبب الحالة المادية، أو الامتناع عن استخدامها من بعض النساء لكسب القبول المجتمعي، وتأمين وضعها الاقتصادي داخل الزواج، فالزوجة الحاضنة آمنة ماديًا أكثر، ونتيجة لتلك العوامل توجد حاجة غير ملباة لوسائل منع الحمل تبلغ 13% بين النساء طبقًا للمسح السكاني الصحي لمصر الصادر عام 2014، وينعكس ذلك في زيادة معدلات الفقر بين النساء وأبنائهن.
كما يلقي المسح الضوء على عدم وعي النساء بأجسادهن وصحتهن الجنسية والإنجابية، فلا تعلم إلا ثلث النساء فقط بتوقيت فترة التخصيب ما بين الدورتين، ولم تستطع باقي النساء تحديد متى تصبح أكثر عرضة للحمل خلال فترة التبويض الشهرية. وأظهر المسح أيضًا أن 41% من النساء لا يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، وكانت النساء بالحضر الأوفر حظًا في الوصول لتلك الوسائل بنسبة 61.3% مقارنة باستخدامها من الريفيات بنسبة 57% فقط.