تُعد شواطئ رأس البر؛ الواقعة بمدينة دمياط، واحدة من أهم الوجهات السياحية المصرية. إلا أن هذه الشواطئ الجميلة تتعرض لتغيرات عدة تُؤثِّر على مستقبلها السياحي. فقد تحولت هذه الشواطئ، التي كانت تمتد على شكل شريط رملي طبيعي ولسان بحري يطل على البحر المتوسط، إلى ساحة للمنافسات التجارية؛ حيث انتشرت عليها المنشآت السياحية بشكل كبير، مما أثر سلبًا على جمالها الطبيعي وقيمتها السياحية.
يهدف هذا التقرير إلى دراسة هذه التغيرات والتأثيرات الناتجة عنها ضمن مشروع يستهدف إعداد تقارير شاملة عن الشواطئ في خمس مدن ساحلية شمالية في مصر؛ وهي: الإسكندرية وبورسعيد ورأس البر وبلطيم وجمصة، وذلك من خلال إجراء مسح ميداني شامل وتحليل للبيانات المتاحة في ربيع 2024. وعرض هذا التقرير تقييم مدى تأثير هذه التعديات على الوصول العام إلى الشواطئ وحجب الرؤية عن المواطنين والتمتع بجمالها الطبيعي، والجودة العامة للبيئة الساحلية.
تقع المدينة ذات المصيف الشهير والتي تعد جزءاً من محافظة دمياط على يسار مصب نهر النيل في البحر المتوسط، وتتخذ شكل أقرب إلى المثلث يتجه رأسه الحاد إلى الشمال الشرقي عند المصب.
وتمتد شواطئ المدينة التسع مسافة حوالي ثلاث كيلومترات من منطقة ما بعد اللسان البحري حتى جنوب غرب المدينة.
صورة تبين موقع نطاق المسح الميداني لمصيف مدينة رأس البر
تتميز شواطىء رأس البر بعرضها الكبير؛ حيث يبلغ متوسط عرض الشاطئ ستين متراً بينما لا يقل في أضيق نقاطه عن أربعين متراً وقد يصل لمائة وعشرين متراً في بعض البقع.
متوسط طول شاطىء رأس البر بالمتر في عدة نقاط من نقطة بداية الشاطئ حتى المياه.
صورة توضح متوسط عرض شاطئ رأس البر
التعديات
أجري مسح ميداني لكورنيش رأس البر من خلال تدوين موقع كل المنشآت المتواجدة على امتداد الشاطئ ثم استخدام تقنيات أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) وإرفاقها في خريطة نقاط الرفع المساحي لمنشآت الكورنيش كما موضح بالصورة التالية:
– حجب رؤية البحر
بالمسح الميداني لكورنيش المدينة والذي أُجري في مايو 2024 ، رصُدت مساحة حجب تام لرؤ ية للبحر تمتد بداية من
جنوب اللسان البحري مباشرة أقصى شمال شرق المدينة وحتى اللسان الذي يليه مباشرة بمسافة تقدر ب 810 متر تقريباً، وتخضع كلها لأعمال إنشاءات من إحدى شركات المقاولات الكبرى.
صورة تُوضِح طول المنطقة المحجوبة كليًا (وقت المسح الميداني) وتبلغ حوالي 810 متر والمعرَّفة بالخط الأحمر.
صورة تُوضِح الحجب الكلي خلف أعمال إنشاءات متعددة على الكورنيش المحجوب.
صورتان توضحان حجب رؤية الكورنيش من موقعين مختلفين جنوب اللسان البحري الأول مباشرة،ً و يظهر على يسار الصورة بالأعلى فندق شتيجنبرجر.
صورة توضح حجب رؤية كلي للبحر في شاطئين سياحيين متلاصقين
وعقب منطقة حجب الرؤية أعلاه تتواجد منشآت سياحية على أرض شبه صخرية، ويليها مباشرةً منطقة شواطئ خاصة تضم شاطئ كافيه كوين وشاطئ الخليج وشاطئ فندق شتيجنبرجر، وتُمثل في أغلبها حجب تام لرؤية البحر. (جدول5)، (شكل5)
مستوى الحجب | طول الامتداد (م) | نسبة الامتداد من إجمالي طول الممشى |
مناطق حاجبة للرؤية | 2001.5 | 43.87% |
مناطق غير حاجبة للرؤية | 2560.86 | 56.13% |
الإجمالي | 4562.35 | 100% |
(جدول 5)
حجب رؤية البحر
(شكل 5)
– كما تتنوع أنواع الاستخدامات بين كافيهات وشواطئ خاصة ومطاعم، وإن كانت منطقة الحجب التام للرؤية السابق ذكرها تستحوذ على النصيب الأكبر من الحجب. ولكن من خلال الجدول التالي يتضح جليًا الاختلاف النسبي بين التعديات في حجب رؤية البحر. (جدول6)، (شكل6)
مقارنة بين أطوال الاستخدامات من حيث امتداد كلا منها على طول الممشى (م) | النسبة المئوية | |
كافيهات | 927.6 | 46.34% |
شاطئ خاص | 196.5 | 9.80% |
مناطق تحت الإنشاء | 853.9 | 42.67% |
منشئات لم يُستدل على نوعها | 23.5 | 1.17% |
الإجمالي | 2001.5 | 100% |
(جدول 6)
مقارنة بنسب الأطوال
(شكل 6)
– التكلفة المادية
باستثناء الشواطئ الخاصة في رأس البر والتي يبلغ عددها ثلاثة شواطئ، تعد باقي الشواطئ شواطئ عامة (مستأجَرة)، بدون مقابل أو رسم دخول لكن بشرط عدم اصطحاب الجمهور الكراسي والشماسي الخاصة واللجوء للكافية الملحَق بالشاطئ مقابل مبلغ مالي يتراوح بين مائة وخمسين ومائتي جنيه مقابل شمسية واحدة وأربعة كراسي تزيد أو تنقص من مكان لآخر. (جدول7)، (شكل7)
مقارنة بين طول النطاق الخاص من الشاطئ والنطاق المُستأجر (م) | ||
طول النطاق الخاص من الشاطئ | 196.5 | 6.15% |
طول النطاق المُستأجر من الشاطئ | 2997.4 | 93.80% |
(جدول7)
(شكل 7)
نموذج للشواطئ المستأجَرة والتي تشكل أغلبية شواطئ رأس البر
ملاحظات
– باستثناء المساحة المذكورة والتي كانت محجوبة كليًا وقت المسح الميداني في مايو 2024 وبلغ طولها حوالي 810 مترًا تقريبًا، لم يُلاحَظ تعمدًا في حجب رؤية البحر – باستثناء امتداد متقطع يوجد خلف كل كافيه على امتداد الشاطئ، وهي عبارة عن كافيهات خشبية تتراوح المسافات التي تفصلها عن بعضها من 50 إلى 100 متر، وليس لها تأثير سلبي كبير على إمكانية التمتع برؤية البحر نظرًا لكون تلك المنشآت تكاد تلاصق الوحدات السكنية التي تطل مباشرةً على الشاطئ كذلك.
نموذج للبنايات السكنية التي تطل على الشاطئ مباشرةً
– مواد البناء
لم يرصد المسح الميداني أية منشأة مكُونة بشكل أساسي من مادة غير الخشب على امتداد شواطئ رأس البر، بجانب الزجاج والقماش بدرجة أقل، بما يجعل من السهل تركيبها وتفكيكها متى سنحت الحاجة.
نموذجان للمنشآت السياحية الخشبية التي توجد على امتداد الشاطئ
– الارتفاع
يلُاحَظ التزام كافة المنشآت الشاطئية بحد أقصى من الارتفاع لا يتجاوز طابقا أرضياً، بجانب وجود حد أقصى للارتفاع
لا يتجاوز ثلاثة طوابق للمباني السكنية المطلة على الشاطئ.
نموذج للحد الأقصى لارتفاع المنشآت الشاطئية والمباني المطلة على شاطئ رأس البر