تسعى النساء منذ أعوام طويلة إلى تحسين أوضاعهن الاجتماعية وضمان حصولهن على حقوق متساوية مع الرجال، وعلى المستوى المحلي والدولي. ففي اللحظة الآنية، ندين جميعًا كنساء للمناضلات من النساء في الحصول على حقوقنا الأساسية، كالحصول على درجة شبه متساوية مع الذكور كالتعليم والصحة، والسلامة الجنسية، وحق تقرير المصير. حيث بذلت النسويات جهد وتضحيات حتى نصل للوضع الذي نحن عليه الآن.
وفي السنوات القليلة الماضية وحتى الآن، ومع تزايد تعرض النساء للعنف بشكل عام والعنف الجنسي بشكل خاص، نشرت النساء شهاداتهن مع تجارب العنف الجنسي، وأصبح الخطاب النسوي يتضامن بشكل واسع مع تلك النساء بدون حاجة للتحقق من صحة تلك الشهادات. وكان هذا التصديق والتضامن النسائي الواسع مع صاحبات الشهادات إشكاليًا للبعض، خصوصًا للرجال، لأنهم يرون في التصديق بدون التحقق منها ظلمًا للرجال، ويمكن أن يعرضهم للاتهامات الزائفة. ولذلك سنعرض في هذا المقال لم تتضامن النسويات بشكل غير مشروط مع النساء، وكيف يتأثر الخطاب النسوي ويستجيب للسياق المجتمعي للنساء، ومدى ارتباط الحراكات النضالية في خطابها ببعضها البعض.
ولكن هذا يجعلنا نتساءل مبدأيًا ما هي النسوية، ولماذا تدعو النسويات المجتمع للتضامن مع النساء بشكل خاص؟