في إطار مشروع “الإسكندرية تحت المجهر”، أعددنا سلسلة تقارير مُفصّلة تغطي الأحياء التسعة للمدينة، بالإضافة إلى مركز ومدينة برج العرب. يأتي هذا المشروع سعيًّا لفهم أفضل للواقع العمراني والاجتماعي والاقتصادي والبيئي لكل حي، مما يتيح رؤية شاملة ودقيقة تسهم في دعم السياسات المحلية وتعزيز ممارسات التخطيط العمراني العادل.
نستكمل سلسلة التقارير من ثالث الأحياء، حي الجمرك؛ الذي يُمثِّل شهادة حية على تطور المدينة عبر العصور منذ تأسيسها في عام 331 قبل الميلاد. فقد تحول من مركز تجاري قديمًا إلى جزء حيوي من الاقتصاد المصري الحديث، محتضنًا أحد أهم موانئها العتيقة وثغورها الاستراتيجية.
يتميز الحي بثرائه التراثي، مثل قلعة قايتباي وسوق الترك ومسجد أبو العباس المرسي وكاتدرائية سانت كاترين الرومانية، إلى جانب بعض المباني ذات الطابع المعماري الأوروبي من القرن التاسع عشر، فضلًا عن مناطق تمتد جذورها إلى الفترات الأولى من نشأة المدينة، وهي المنشية واللبان وبحري، بالإضافة إلى أنه يضم أربعة خطوط للترام تعد الأقدم في مصر وأفريقيا.
يتناول التقرير بيانات للواقع السكاني والعمراني والتعليمي والصحي والبيئي والاقتصادي والخدمي للحي، ليكون أول خطوة في مشروع يهدف إلى الوقوف على الواقع، ثم تحليله لإيجاد حلول وبناء للمستقبل.